مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: كتاب الإنصاف    المؤلف: ابن سينا    الجزء: ۱    الصفحة: ۷۰   

الأجزاء، متشابه الأحوال فى الأزمان، لا يحتاج أن يختلف الحال فى مراعاة أمر كليته و أجزائه و لا ينفعل فيحتاج أن يدبر الخارجات عنه، فلا تحتاج النفس معه إلا إلى علاقة و إلى تحريك له وحده بسيط فتكون العلاقة البدنية غير صارفة له عن العلاقة العقلية، فيكون موجودا لها من جانب العقل ما من شأنه أن يوجد لها منه فى أول وجودها.

[1] يعنى أن النفس ثابتة لعالمها التي هى متعلقة به كمن يكون فى يده شى‌ء و قد نسيه. و إذا نسيت عالمها نسيت اللذة الحقة التي لها منه اشتغالا باللذة الفانية، اللهم إلا أن تنزّه نفسها فيبقى لها من البدن ضرورات العلاقة و يسقط عنها أكثر الشواغل فهناك تكاد تشبه نفس الكل، و إن كانت من جهة أشرف منها.

(الميمر الثامن)

قال‌ [1]: إن سأل سائل أن النفس قد تدرك المعقولات فى هذا البدن و ذلك بملاحظة عالم العقل، أ تدركه بقوة صرفه لذاتها أو باستعمال العمل معها؟ فإن كانت تدركها بالقوة التي‌


- فيه، و جزؤه شبيه بكلّه؛ و ليست تدبّر مزاجات مختلفة و لا أعضاء (فى المطبوع: الأعضاء) غير متشابهة، فتحتاج إلى تدبير مختلف؛ لكنه جرم واحد متصل متشابه الأعضاء، و طبيعته واحدة لا اختلاف فيها (ص 84 س 6- س 12).

[1] : «فإن قويت النفس على رفض الحسّ و الأشياء الحسية الداثرة و لم تتمسك بها، دبّرت هى هذا البدن بأهون السعى بغير تعب و نصب، و تشبهت بالنفس الكلية، و كانت كهيئتها فى السيرة و التدبير، ليس بينهما فرق و لا خلاف» (ص 85 س 2- س 5).


[1] : «فإن قال قائل: فالنفس إذا كانت فى هذا العالم فكيف تعلم الأشياء التي فى العالم العقلى؟

و كيف تدركها: إما بالقوة التي كانت تعملها بتلك و هى فى ذلك العالم، أم تفعل بغير تلك القوة؟ و إن كانت تعملها بتلك القوة، لم يكن بد فى ذلك أن تدرك الأشياء العقلية هاهنا كما كانت تدركها هناك؟ و هذا محال، لأنها هناك مجرّدة محضه، و هى هاهنا مشوبة بالبدن. و إن كانت النفس تدرك الأشياء هاهنا بفعل ما، و الفعل غير القوة، فلا محالة أنها تدرك الأشياء العقلية بغير قوتها الدرّاكة؛ و هذا محال، لأن كل إدراك لا يدرك شيئا من الأشياء إلا بقوتها الغريزية التي لا تفارق الشى‌ء إلا بفساده. قلنا إن النفس تعلم الأشياء العالية العقلية هاهنا بالقوة التي كانت تعمل بها و هى هناك. غير أنها لمّا صارت فى البدن احتاجت إلى شى‌ء آخر تنال به الأشياء التي كانت تنالها مجردة. فأظهرت القوة الفعل و صيّرته عمّالا، لأن النفس كانت تكتفى بقوتها فى العالم الأعلى و لم تكن تحتاج إلى الفعل، فلمّا صارت هاهنا احتاجت إلى الفعل و لم تكتف بقوتها، و القوة فى الجواهر العقلية العالية [و] هى التي تظهر الفعل و تتممه؛ و أما فى الجواهر الجرمية فإن الفعل هو الذي يتمم القوة و يأتى بها إلى الغاية» (ص 96 س 9، 97 س 4).


«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب