مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات)    المؤلف: السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء: ۱    الصفحة: ۲۶   

الإنسان. فالمفاهيم رهن عمليات ذهنية فكرية دون الاتّصال المباشر بالخارج، وإن كان الذهن عاجزاً عن تلك العمليات لولا الاتّصال بالخارج.

قال الإمام الرازي: «إنّ الإحساس بالجزئيات، سبب لاستعداد النفس لقبول تصورات كلّية»[1] .

فتحصّل ممّا ذكرنا أنّ تعريف العلم بأنّه صورة حاصلة من الشيء عند النفس، لا يشمل المعقولات الثانوية المنطقية.

***

الجهة الثالثة ـ التعريف لا يشمل المعقولات الثانوية الفلسفية .

تنقسم المعقولات الثانوية إلى منطقية وفلسفية، وقد تقدم بيان الأُولى، وتتضح الثانية ببيان مقدمة، وهي انّ عروض شيء على شيء آخر، على أقسام:

الأوّل: عروض شيء لشيء في الخارج، ويكون ـ عندئذ ـ العارض، والمعروض، ونفس العروض والاتّصاف، كلُّها أُموراً خارجية. كسواد الفحم وريش الغراب، فإنّ السواد ـ كمعروضه ـ أمران خارجيان، كما أنّ العروض في الخارج، كاتّصافهما به، فيقال: الفحم أسود. وهذا ما يسمى بالمعقولات الأوليّة.

الثاني ـ ما يقابل القسم السابق، وفيه يكون العارض والمعروض فضلاً عن العروض والاتّصاف، كلّها في العقل. كالكليّة العارضة على مفهوم الإنسان . وهذا هو المعقول الثانوي بكلا الاصطلاحين: المنطقي والفلسفي.

الثالث ـ ما يكون عروضه في العقل دون الخارج، ويكون الاتّصاف به في الخارج كعروض الأُبوة على الأب في الذهن. وهي لا تعرض عليه في الخارج، لأنّ عروض شيء على شيء فرع وجود العارض في الخارج حتّى يتصور عروضه على الشيء، فيه. والأُبوة بالمعنى الإضافي، ليس لها شيء يحاذيها في الخارج، فإنّه يمكن الإشارة إلى الأب وإلى الابن، ولا يمكن الإشارة إلى الأُبوة. ولذا قالوا


[1] المباحث المشرقية، ج 1، ص 353 .


«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب