مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات)    المؤلف: السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء: ۱    الصفحة: ۶۱   

أنّ للأشياء كلها حقيقة وواقعية، وإن اختلفت الآراء والأفكار في إدراكها، وأنّ الفلسفة هي العلم بأحوال الأعيان الخارجية على ما هي عليه، ولو أنّ الإنسان سعى في تحصيل ضالّته على نظام صحيح، لظفر بها. وتحقيقاً لهذه الغاية، قام المعلم الأول بتدوين المنطق وتبويبه، واستطاع بذلك أن يقضي على شبهات القوم.

طوائف المنكرين

ثم إنّ المنكرين للواقعيات على طوائف :

1. من أنكر الواقعيات بقول مطلق، فلم يعترف بواقعية شيء من الأشياء.

2. من وقف على أنّ إنكار الواقعيات على الإطلاق يتضمن الاعتراف بعدّة حقائق من حيث لا يشعر. ولأجل ذلك أخذوا منحىً آخر، فقالوا: لا علم لنا بأيِّ واقع من الوقائع، أو أيّة حقيقة من الحقائق.

وقد عزب عن الطائفتين أن ما تبنتاه يتضمن الاعتراف بواقعية أنفسهم وذواتهم. وأنّ لهم علماً وتفكيراً.

3. من وقفوا على المؤاخذة السابقة، فقالوا ليس لنا علم بشيء عدا ذاتنا وتفكيرنا، فاعترفوا بواقعيتين: واقعية ذات الإنسان وعلمه.

ومجمل القول في هذا المنهج، أنّ الإنكار، بقول مطلق أو على وجه نسبي، داءٌ فكري تجب معالجته بالطرق السلمية المنطقية أوّلاً، كما قام بذلك المعلم الأول وتلامذته. فإن لم ينجع هذا التداوي، فآخر الدواء الكي. وفي هذا الصدد يقول الشيخ الرئيس :

«يسألون: هل أنكم تعلمون أنّ إنكاركم حقّ أو باطل، أو تشكّون. فإن حكموا بعلمهم بشيء من هذه الأمور، فقد اعترفوا بحقيّة اعتقاد ما، سواء أكان ذلك الاعتقاد اعتقاد الحقيّة في قولهم بإنكار القول الحق، أو اعتقاد البطلان، أو الشك فيه. فسقط إنكارهم الحق مطلقاً وإن قالوا: إنّا شككنا، فيقال لهم:


«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب