|
اسم الکتاب: بكاء الرسول على الإمام الحسين عليه السلام
المؤلف: الماحوزي، أحمد
الجزء: ۱
الصفحة: ۸۴
حاصل الروايات : والمُتحَصَّل من كل هذه الروايات : أن بكاءه (صلى الله عليه وآله) على سبطه الحسين (عليه السلام) ، ومجيء جبرئيل (عليه السلام) أو غيره من الملائكة بقبضة من تراب كربلاء ، لم يكن في زمان ومكان واحد ، وإنما كان ذلك في أزمنة مختلفة وأماكن متعددة وأُناس مختلفين. فالنبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) أقام المأتم [١] ، وبكى على الحسين في يوم ولادته ، وعند حضانته ، وحينما أخذ يحبو ، وحينما كَبُرَ ، وفي يوم مقتله. وتارة كان هذا البكاء في بيت أُم سلمة ، وأُخرى في بيت عائشة ، وثالثة في بيت زينب بنت جحش ، ومرة جبرائيل هو الذي يخبره بذلك ، وأُخرى ملك المطر ، وثالثة غيرهما من الملائكة المقربين. من كل ذلك يعلم مدى اهتمام السماء والنبي المصطفى بمقتل الحسين (عليه السلام) ، وأنّ له خصوصية زائدة على غيره من الشهداء والصحابة الأخيار ، إذ لا نجد في الروايات بكاءه المستمر والمتكرر والمتعدد على أحد من أصحابه كما هو الشأن في الحسين (عليه السلام) ، فلقد أُخبر عن مقتل عدة من أصحابه ولم يبك عليهم وقت الإخبار ، كما لم يتكرر إخباره بذلك ويتعدد. نعم أخبر (صلى الله عليه وآله) بمقتل وشهادة الامام علي (عليه السلام) بشكل متكرر وقال : أن قاتله [١] المأتم هو المكان الذي يقع فيه البكاء وتذكر فيه المصيبة ، كما هو عند العرب ، فبيت أُم سلمة كان مأتماً للحسين (عليه السلام) ، وبيت عائشة كذلك. |
|