|
اسم الکتاب: منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) - جلد ۱
المؤلف: عبد الله بن سعيد محمد العبادي
الجزء: ۱
الصفحة: ۳۷۷
الفصل السّابع في صفة غضبه (صلّى اللّه عليه و سلم) و سروره كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إذا غضب .. يرى رضاه و غضبه في وجهه لصفاء بشرته. و كان (صلّى اللّه عليه و سلم) إذا غضب .. احمرّت وجنتاه. (الفصل السّابع)؛ من الباب الثاني (في) بيان ما ورد في (صفة غضبه (صلّى اللّه عليه و سلم) و) في صفة (سروره)، أما غضبه فقد ذكر العارف الشعراني في كتاب «كشف الغمة»: أنّه (كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إذا غضب) للّه تعالى (يرى رضاه و غضبه)؛ أي: أثرهما (في وجهه) الشريف (لصفاء بشرته)- محرّكة-: ظاهر الجلد، لأنّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لطيف الظاهر و الباطن، و هو علامة اعتدال المزاج. روى أبو الشيخ في «كتاب أخلاق النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)»؛ من حديث ابن عمر (رضي الله تعالى عنهما): كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يعرف رضاه و غضبه بوجهه ... الحديث، و إسناده ضعيف. (و) أخرج الطبرانيّ في «الكبير»؛ عن ابن مسعود، و عن أم سلمة (رضي الله عنها): (كان) رسول اللّه ((صلّى اللّه عليه و سلم) إذا غضب احمرّت وجنتاه) تثنية و جنة؛ و هي ما ارتفع من لحم الخدّ، و الجمع و جنات؛ مثل سجدة و سجدات، و هذا لا ينافي ما وصفه اللّه به من الرأفة و الرحمة، لأنّه كما أنّ الرحمة و الرّضا لا بدّ منهما للاحتياج إليهما؛ كذلك الغضب في حيّزه و أوانه و وقته و إبّانه، قال تعالى (وَ لا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ) [2/ النور]، و قال (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) [29/ الفتح]، فهو إذا غضب إنما يغضب لإشراق نور اللّه على قلبه؛ ليقيم حقوقه و ينفّذ أوامره، و ليس هو من قبيل العلو في الأرض، و تعظيم المرء نفسه، و طلب تفرّدها بالرئاسة، و نفاذ الكلمة في شيء. |
|