|
اسم الکتاب: نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار(ص)
المؤلف: شُرَّاب، محمد حسن
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۷۵
فصل في ذكر شيء من شجاعته (رضي الله عنه) فمن شجاعته نومه على فراش رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لما أمره بذلك و قد اجتمعت قريش على قتل النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و لم يكترث علي (رضي الله عنه) بهم. قال بعض أصحاب الحديث أوحى اللّه تعالى إلى جبريل و ميكائيل (عليهما السلام) أن انزلا إلى علي و احرساه في هذه الليلة إلى الصباح فنزلا إليه و هم يقولون بخ بخ من مثلك يا علي قد باهى اللّه بك ملائكته (و أورد) الإمام الغزالي في كتابه إحياء العلوم: أن ليلة بات علي (رضي الله عنه) على فراش رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أوحى اللّه تعالى إلى جبريل و ميكائيل إني آخيت بينكما و جعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كلاهما الحياة و أحباها فأوحى اللّه إليهما أ فلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه و بين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه و يؤثره بالحياة اهبطا الأرض فاحفظاه من عدوه فكان جبريل عند رأسه و ميكائيل عند رجليه ينادي و يقول بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي اللّه بك الملائكة فأنزل اللّه عز و جل: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ [1]. و في تلك الليلة أنشأ علي (رضي الله عنه): وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى * * * و أكرم خلق طاف بالبيت و الحجر و بت أراعي منهم ما يسوؤني * * * و قد صبرت نفسي على القتل و الأسر و بات رسول اللّه في الغار آمنا * * * و ما زال في حفظ الإله و في الستر (و من شجاعته (رضي الله عنه)) ما وقع على يديه في غزوة بدر و كان عمره إذ ذاك سبعا و عشرين سنة. قال بعضهم إن أهل الغزوات أجمعت على أن جملة من قتل من المشركين يوم بدر سبعون رجلا قال قتل علي (رضي الله عنه) منهم أحدا و عشرين تسعة باتفاق الناقلين و أربعة شاركه فيهم غيره و ثمانية مختلف فيهم. روي
[1] سورة البقرة 207. |
|