فصل في غزواته (صلّى اللّه عليه و سلم) و ما يذكر معها

و اعلم أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أقام بالمدينة بعد الهجرة عشر سنين و شهرين ثم توفي (صلّى اللّه عليه و سلم). ففي السنة الأولى فرض عليه الجهاد و بعث حمزة بن عبد المطلب في ثلاثين من المهاجرين يعترض عيرا لقريش في رمضان و بعث عبيدة بن الحرث في ستين رجلا من المهاجرين إلى بطن رابغ، بعث سعد بن أبي وقاص إلى الخرار بخاء معجمة و راءين عين قرب الجحفة في ذي القعدة في عشرين من المهاجرين يعترض عيرا لقريش (و أول غزواته (صلّى اللّه عليه و سلم) غزوة الأبواء على ما قاله ابن إسحاق و جماعة) و الأبواء قرية بين مكة و المدينة و تسمى غزوة و دان و كانت على رأس اثني عشر شهرا من مقدمه المدينة، و في هذه السنة كان بدء الأذان لما استشار النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أصحابه فيما يجمعهم به للصلاة و رأى عبد اللّه بن زيد بن عبد ربه في منامه الأذان و فيها أعرس بعائشة (رضي الله عنها) و فيها جعلت صلاة الحضر أربع ركعات و كانت ركعتين بعد مقدمه بشهر و فيها صلّى صلاة الجمعة و أول خطبة خطبها في الإسلام و فيها آخى بين المهاجرين و الأنصار بعد مقدمه بثمانية أشهر و فيها صلّى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) صلاة الجنازة على البراء بن معرور بعد وفاته بشهر و على تبع اليماني و كان قد آمن بالنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) قبل مبعثه بسبعمائة سنة و هو أول من كسا البيت نقله ابن عبد البر و كانت وفاته يوم قدومه المدينة قاله ابن العماد؛ و في السنة الثانية من الهجرة في نصف شعبان حولت القبلة إلى الكعبة و فيها فرضت زكاة المال قبل فرض رمضان كما أشار إليه النووي في باب السير من الروضة و فرض الصوم في أواخر شعبان و فيها غزوة بدر الكبرى و كانت يوم الجمعة السابع و العشرين من رمضان و في الثامن و العشرين منه فرضت زكاة الفطر و فيها صلّى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) صلاة عيد الفطر و صلاة عيد الأضحى و ضحى بكبشين أملحين أقرنين و فيها أعرس عليّ بفاطمة (رضي الله عنهما)