اسم الکتاب: الفوائد الذهبية من سير أعلام النبلاء جـ ۲
المؤلف: فهد بن عبد الرحمن العثمان
الجزء: ۱
الصفحة: ۳۵
وعن المأمون: من أراد أن يكتب كتابًا سرًا: فليكتب بلبن حُلبَ لوقته، ويرسله فيعمد إلى قرطاس فيحرقه ويذر رماده على الكتابه فيُقرأ له. وعن يحيى بن أكثم: كان المأمون يحلُم حتى يُغيظنا، قيل: مرَّ ملاح، فقال: أتظنون أنّ هذا ينبُل عندي وقد قتل أخاه الأمين. فسمعها المأمون، فتبسم وقال: ما الحيلة حتى أنبل في عين هذا السيد الجليل. قيل: أهدى ملك الروم للمأمون نفائس منها مائة رطل مسك ومائة خلة سمور. فقال المأمون: أضعفوها له ليعلم عز الإسلام. وعن المأمون قال: الناس ثلاثة: رجل منهم مثل الغذاء لا بُدَّ منه، ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض، ومنهم كالداء مكروه على كل حال. وعنه: أعْيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يُدبر، وإذا أدبر أن يُقبل. * * * المعتصم الخليفة أبو إسحاق محمد بن الرشيد هارون بن محمد المهدي بن المنصور العباسي (10/ 290). قيل: كان معه غلام في المكتب، فمات الغلام، فقال له أبوه: يا محمد، مات غلامك. قال: نعم يا سيدي، واستراح من الكتاب. فقال: أو أن الكتاب ليبلغ منك هذا دعوه فكانت قراءته ضعيفة. قال الرياشي: كتب طاغية الروم إلى المعتصم يتهدده، فأمر بجوابه، فلما
|