اسم الکتاب: المجتبى من المجتنى
المؤلف: ابن الجوزي
الجزء: ۱
الصفحة: ۲۴
[16] ومنها أن تخبر ثم تخاطب: كقوله {فَأَمَّا الَّذِينَ اِسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ} [آل عمران:106]. وقوله {وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً} [الإنسان:21]. [17] ومنها أن يخاطب عينا ثم يصرف الخطاب إلى الغير: كقوله {إِنّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الفتح:8،9]. قرأ ابن كثير وأبو عمرو: بالياء، ولا يصلح هذا الوجه إلا على غير قرآتهما. 2 - فصل الوقوف فى القرآن على ثلاثة أوجه [18] وقف تام، ووقف حسن ليس بتام، ووقف ليس بحسن ولا تام. [19] فالتام: ما حسن الوقف عليه ابتدأ بما بعده، وهو الذى لا يكون ما بعده متعلقا به كقوله {أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف:157]. [20] والوقف الحسن: الذى يحسن الوقف عنده، ولا يحسن الابتدأ بما بعده كقوله {الْحَمْدُ لِلّهِ} [الفاتحة:2] فهذا حسن؛ لأنه تم المقصود منه وليس بتام؛ لأنك إذا ابتدأت فقلت {رَبِّ الْعالَمِينَ} [الفاتحة:2] قبح الابتداء بالمخفوض. [21] والوقف القبيح: لقوله {بِسْمِ اللهِ} لا يجوز؛ لأنه لا يعلم إلى أى شىء أضفته. 3 - فصل [وذكر بعض العلماء:] [22] وذكر بعض العلماء: أن فى القرآن آيات تقتضى إليها معناها أن يقف ويفصلها عما بعدها؛ فمنها قوله تعالى فى البقرة: {وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:274]. يقف ثم يبتدئ {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا} [البقرة:275]. [23] وفى آل عمران: {وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ} [آل عمران:7]. يقف ثم يبتدئ {وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران:7]. [24] وفى براءة: {لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ} [التوبة:19]. يقف ثم يبتدئ {الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا} [التوبة:20].
|