و قال الحسن رحمه اللّٰه:یوزن مداد العلماء بدم الشهداء فیرجح مداد العلماء بدم الشهداء.

و قال ابن مسعود رضى اللّٰه عنه:علیکم بالعلم قبل أن یرفع،و رفعه موت رواته ،فو الذی نفسی بیده لیودّن رجال قتلوا فی سبیل اللّٰه شهداء أن یبعثهم اللّٰه علماء لما یرون من کرامتهم،فان أحدا لم یولد عالما و إنما العلم بالتعلم.و قال ابن عباس رضى اللّٰه عنهما:تذاکر العلم بعض لیلة أحب إلىّ من إحیائها.و کذلک عن أبی هریرة رضى اللّٰه عنه و أحمد بن حنبل رحمه اللّٰه.و قال الحسن فی قوله تعالى: (رَبَّنٰا آتِنٰا فِی الدُّنْیٰا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً) :إن الحسنة فی الدنیا هی العلم و العبادة،و فی الآخرة هی الجنة .و قیل لبعض الحکماء:أیّ الأشیاء تقتنى؟قال:الأشیاء التی إذا غرقت سفینتک سبحت معک،یعنى العلم،و قیل أراد بغرق السفینة هلاک بدنه بالموت .و قال بعضهم:من اتخذ الحکمة لجاما اتخذه الناس إماما،و من عرف بالحکمة لاحظته العیون بالوقار و قال الشافعی رحمة اللّٰه علیه:من شرف العلم أن کل من نسب إلیه و لو فی شیء حقیر فرح،و من رفع عنه حزن .و قال عمر رضى اللّٰه عنه:یا أیها الناس علیکم بالعلم فان للّٰه سبحانه رداء یحبه،فمن طلب بابا من العلم رداه اللّٰه عز و جل بردائه،فان أذنب ذنبا استعتبه ثلاث مرات لئلا یسلبه رداءه ذلک و إن تطاول به ذلک الذنب حتى یموت.و قال الأحنف رحمه اللّٰه:کاد العلماء أن یکونوا أربابا،و کل عز لم یوطّد بعلم فإلى ذل مصیره .و قال سالم بن أبی الجعد:اشترانى مولای بثلاثمائة درهم و أعتقنى،فقلت بأی شیء أحترف؟فاحترفت بالعلم،فما تمت لی سنة حتى أتانى أمیر المدینة زائرا فلم آذن له و قال الزبیر بن أبی بکر:کتب إلىّ أبی بالعراق:علیک بالعلم فإنک إن افتقرت کان لک مالا ،و إن استغنیت کان لک جمالا.و حکی ذلک فی وصایا لقمان لابنه،قال:یا بنی جالس العلماء و زاحمهم برکبتیک،فان اللّٰه سبحانه یحیی القلوب بنور الحکمة کما یحیی الأرض بوابل السماء.

و قال بعض الحکماء:إذا مات العالم بکاه الحوت فی الماء و الطیر فی الهواء ،و یفقد وجهه و لا ینسى ذکره.و قال الزهری رحمه اللّٰه:العلم ذکر و لا یحبه إلا ذکران الرجال