|
اسم الکتاب: هيويات فقهية
المؤلف: السند، الشيخ محمد
الجزء: ۱
الصفحة: ۳۲
ذلك بل جعلوا المبدأ تكون الهلال لفوائد عديدة منها أضبطية الرصد و مناسبة التولد للشهر الجديد و نحوها. نعم الكثير من شعوب العالم اليوم يعدّون المحاق أول منازل القمر، و لذا يعدّون مبدأ اليوم في منتصف الليل. قال أبو ريحان البيروني: «الشهر قسمان طبيعي، و اصطلاحي وضعه الناس، أما الطبيعي فهو مقدار ما يدور القمر من نقطة كمن نجمة ما تبعد عن الشمس بجهة المشرق أو المغرب إلى أن يعود إلى تلك النقطة و النجمة. و أما الثاني فهو بلحاظ أشكال تنور القمر من الشمس، و لاعتياد الناس بتلك الاشكال وضعوا لفظة الشهر بإزائها و مقدار الثاني تسعة و عشرون يوماً و نصف يوم و شيئاً فمجموع الشهرين يكون تسعة و خمسين يوماً فجعلوا أحدهما ثلاثينا و الآخر تسعة و عشرين و هذا تقدير وسطي (الشهر الوسطى)» [1]، و كلامه كما لا يخفى متضمن لتعريف ثلاثة أقسام من الشهر النجومي الطبيعي و الاقتراني و الزيجي الوسطى. الرابع: الشهر الحقيقي العرفي الشرعي، و هو الذي بين الهلالين. و في الفتاوى الواضحة اشكال و جواب ما حاصله: أن الشهر القمري الطبيعي قد يكون تسعة و عشرين يوما و ان الشهري القمري الشرعي المرتبط بالرؤية قد يتأخر عن الطبيعي ليلة، فاذا جمع الافتراضان فسيكون الشهر القمري الشرعي 28 يوما لانه بدأ متأخراً عن الأول و انتهى بنهايته. و الجواب: أن في مثل هذه الحالة يحسب بدايتهما معا على الرغم من عدم الرؤية كي لا يحصل النقص، و بهذا يكون بدء الشهر القمري الشرعي اما بالليلة التي يمكن رؤية الهلال لاول مرة فيها أو في الليلة التي لم ير فيها الهلال كذلك و لكن رؤي في ليلة الثلاثين من تلك الليلة، انتهى.
[1] التفهيم لأوائل صناعة التنجيم ص 220.
|
|