مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: نهاية الدراية في شرح الکفاية - ط قديم - جلد ۱    المؤلف: الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۷۰   

واحدة لمفاهيم متعددة،و رجوع حقائق صفاته تعالى إلى حيثيّة ذاته المقدسة، فهو و إن كان له مقام آخر لكنّه لا بأس بالإشارة الإجماليّة إليه تحقيقا لما حققناه و تثبيتاً لما ذكرناه.

«رجوع حقائق صفات اللّٰه إلى حيثيّة ذاته»

فنقول العلم حقيقة حضور شيء بشيء حتّى في العلم الحصولي فانّ حقيقته حضور الشيء بصورته المجردة عند النّفس،و من الواضح البديهي أنّ ذاته تعالى حاضر لذاته،غير غائب عن ذاته كما في علم غيره تعالى بذاته، و الفرق أنّ علمه تعالى بذاته مناط علمه بمصنوعاته لا أنّه مبدئها و مبدأ الكل ينال الكلّ من ذاته لا بصور زائدة على ذاته كما في غيره،و من البديهي أنّ حضور ذاته لذاته الّذي هو ملاك حضور مصنوعاته ليس بأمر زائد على ذاته،كما في غيره.و من البديهي أنّ حضور ذاته لذاته الّذي هو ملاك حضور مصنوعاته ليس بأمر زائد على ذاته،فهو المعلوم بالذات و غيره معلوم بالعرض و إلى هذه المرتبة أشير في قولهم عليهم السلام«عالم إذ لا معلوم [1]»و هكذا الإرادة فانّ معناها العام هو الابتهاج و الرضا،و صرف الوجود صرف الخير،و الخير هو الملائم، و الموجب للابتهاج فذاته تعالى بذاته صرف الوجود فهو صرف الخير فيكون صرف الرضا و صرف الابتهاج و كذا في سائر صفاته فانّها راجعة إلى حيثيّة وجوده الواجبي جلّ ذكره و تمام الكلام في محلّه.

فما أشدّ سخافة و وهناً،قول من ينفى الصفات بحقائقها و يثبت له تعالى آثارها و لم يتفطن بأنّ لازمه خلوّه تعالى في مرتبة ذاته عن الصفات الكماليّة و النعوت الجلاليّة و الجماليّة،مع أنّه بنفس ذاته المقدسة مبدأ كلّ وجود و كلّ كمال وجد و منبع كلّ فيض وجود.


[1] -منهم عن علي عليه السّلام في النهج خطبة 63.


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب