مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: منهاج الصالحين - جلد ۱    المؤلف: الوحيد الخراساني، الشيخ حسين    الجزء: ۱    الصفحة: ۲۹   

جهدا ضئيلا، و لازما لأجل دفع الشرّ و جلب الخير الذي لا حدّ له.

و معنى

قوله (عليه السلام): «هو أيّن الأين ...»

: أن الأين و الكيفيّة عرضان، و اللّه خالق الجواهر و الأعراض، فكيف يعقل اتصاف الخالق بخلقه، و المخلوق لا يكون وصفا للخالق، حيث إنّ اتّصاف الخالق بصفات الخلق يستلزم احتياج الخالق إلى خلقه، و لهذا لا يحدّ بالأين و الكيف، و لا يحسّ بحاسّة و لا يقاس بشيء.

و معنى

قوله (عليه السلام): «ويلك لما عجزت ...»

أنّ الذي يحصر الوجود بالمحسوس غافل عن أنّ الحسّ موجود و لكنّه ليس بمحسوس، فالسمع- مثلا- موجود و ليس بمسموع، و البصر موجود و ليس بمرئي، و الإنسان يدرك أنّ غير المتناهي غير محدود، مع أنّ كلّ محسوس محدود، و كم من الموجودات الذهنية و الخارجية هي وراء الحسّ و المحسوس.

و اغترّ هذا الشخص بظنّه أنّ الموجود منحصر في المحسوس، فأنكر خالق الحسّ و المحسوس، فهداه الإمام (عليه السلام) إلى أنّ خالق الحسّ و المحسوس، و الوهم و الموهوم، و العقل و المعقول، لا يحويه حسّ، و لا وهم، و لا عقل؛ لأنّ كلّ قوّة مدركة تحيط بما تدركه، و الخالق محيط بالخلق، فلا يمكن أن يكون خالق قوى الحسّ و الوهم و العقل المحيط بها، واقعا في حيطة إدراكها، فيكون المحيط محاطا!

ثمّ، لو كان اللّه تعالى محسوسا أو موهوما أو معقولا يحويه الذهن، لصار شبيها بما تدركه هذه القوى و شريكا له، و جهة الاشتراك تستلزم جهة اختصاص، فيكون وجوده مركّبا، و التركيب من صفات المخلوق لا الخالق، فلو كان اللّه تعالى يحويه حسّ أو وهم أو عقل، لكان مخلوقا لا خالقا.

الطريق الثالث:

إنّ التطوّرات الحادثة في المادّة و الطبيعة دليل على وجود قدرة فائقة عليهما؛


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب