مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: منهاج الصالحين - جلد ۱    المؤلف: الوحيد الخراساني، الشيخ حسين    الجزء: ۱    الصفحة: ۳۰   

لأنّ تأثير المادّة و المادّي يحتاج إلى وضع و محاذاة، فمثلا: لا يصير الجسم حارا بتأثير النّار إلّا إذا كان لها نسبة و وضع خاصّ منه، و المصباح إنّما يضيء فضاء يكون على وضع خاص و نسبة خاصّة منه.

و حيث يستحيل الوضع و النسبة إلى المعدوم، فلا يمكن تأثير المادّة و الطبيعة في الموجودات المختلفة المسبوقة بالعدم، فوجود كلّ ما كان معدوما دليل على وجود قدرة لا يحتاج تأثيرها إلى الوضع و المحاذاة، و تكون ما وراء الأجسام و الجسمانيات إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [1].

الطريق الرابع:

الإيمان باللّه تعالى مغروز في فطرة الإنسان، فالإنسان بفطرته يجد نفسه موجودا ضعيفا محتاجا إلى قدرة يستند إليها، و إلى غنيّ يستمدّ منه، لكن انشغاله بمشاغله المختلفة، و عواطفه تجاه ما يحبّه من علائقها، يحجبه عن وجدانه و معرفته.

ثمّ عند ما يقع في خطر و يفقد الأمل بكلّ أسباب النجاة، و يرى كلّ شعلة فكر خامدة، و كلّ قدرة عاجزة، تستيقظ فطرته النائمة، و يتّجه- بلا اختيار- إلى القادر الغنيّ بالذات الذي يستند إليه و يستمدّ منه بفطرته.

قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشّاكِرِينَ [2]، وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَ جَعَلَ لِلّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ [3]،


[1] سورة يس: 82.

[2] سورة الأنعام: 63.

[3] سورة الزمر: 8.


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب