اسم الکتاب: نفحات الاعجاز
المؤلف: الخوئي، السيد أبوالقاسم
الجزء: ۱
الصفحة: ۳۴
الأمر السادس: إبطال دعوى أنّ إعجاز القرآن الكريم هو ما فيه من أنباء الماضي فقط. قال«حسن الإيجاز»:«و رأى بعضهم أنّ إعجاز القرآن ما فيه من أنباء الماضي،مع أنّ الذي ادّعى أنّه اوحي إليه امّي لا يعرف القراءة. و هى دعوى لم أقف على أوهى منها،فإنّ كثيرين من الشعراء الامّيّين نظموا كثيرا من أنباء الماضي،لأنّ الامّي يسمع و يحفظ، و حضرة نبي المسلمين كان يسمع أنباء الماضي من اليهود و النصارى و العرب و غيرهم،و كان يخالط بعض الرهبان و الأحبار و علماء اليهودية و النصرانية و يساعدوه و ينصّرونه في أوّل أمره لتصديقه كتبهم، و أمل كل من الفريقين أن يكون منهم و يهدي الوثنيّين إلى دينهم،على أنّه كان ينسى بعض ما يحدّثونه به فيؤلفه و فيه خطأ كثير». قلنا:لم يقل أحد:إنّ إعجاز القرآن هو محض ما ذكره،بل إنّه أحد وجوه إعجازه-كما أشرنا ص 15-و ذلك أنّ القرآن اشترك مع العهدين في اصول قصص كثيرة،و لكنّه خالفها بمخالفات كبيرة تعود إلى تصحيحهما و تهذيبهما ممّا فيها من خرافات الكفر و ما ينجرّ إليه من الوقيعة في قدس الأنبياء،و لو كان رسول اللّه قارئا ينظر إلى العهدين أو حافظا يأخذ من اليهود و النصارى لنقل تلك القصص على خرافاتها،و كان ذلك هو اللازم له في تقرّبه إلى اليهود و النصارى و الأسلم من نقدهم عليه بالمخالفة. فلم تكن تلك المخالفات الجارية على الحقائق المعقولة إلاّ لصدورها عن وحي اللّه محقّ الحقّ و مزهق الباطل،و العقل و الوجدان يشهدان بأنّ رسول اللّه الذي نشأ بين وثنيّين وحشيّين خالين من كلّ
|