اسم الکتاب: نفحات الاعجاز
المؤلف: الخوئي، السيد أبوالقاسم
الجزء: ۱
الصفحة: ۳۵
المعارف،مجاورا لليهود و النصارى الزاعمين بأنّ تلك الخرافات من وحي اللّه الصادق لو جاء بالقرآن من ناحية بشريّته لأثبت تلك الخرافات على شناعتها،و ذلك لقصور أبناء جنسه في عصرهم المظلم و وحشيّة وثنيّتهم و جاهليّتهم العمياء عن إدراك خرافيّتها و كفرها مع شيوع كونها من وحي اللّه عند أهل الكتاب،و لكنّ وحي اللّه الهادي بيّن لهم ضلالهم في هذه الخرافات بأجمل إشارة. و جاء في العهدين أيضا قصص كفريّة و خرافية لا أصل لها، و هي ممّا يرغب أصحاب القصص في نقلها و إدخالها في ضمن مقاصدهم،و لو كان القرآن من ناحية البشريّة و أهوائها لوافق اليهود و النصارى أيضا بذكر هذه القصص تقرّبا إليهم و افتخارا عندهم و عند العرب بسعة ميدانه في العلم و الوحي،و لكنّه { (ما ينْطِقُ عنِ الْهوى.`إِنْ هُو إِلاّ وحْيٌ يُوحى) } [1]فليقل«حسن الإيجاز»ما قال، و ليكتب ما يكتب،فإنّا نشكره إذا كتب مخالفات القرآن للعهدين تفصيلا لكي نعرّفه و أصحابه الحقّ من الباطل. مخالفات القرآن الكريم للعهدين في إيراد قصص الأنبياء عليهم السلام. فمن جملة المخالفات أنّ القرآن تعرّض مرارا لقصة آدم و الشجرة،فلم يذكر ما ذكرته التوراة الرائجة من نسبتها الكذب إلى اللّه جلّ شأنه،و الصدق و النصيحة للحيّة،و خوف اللّه من حياة آدم، و محاذرته من أن يكون آدم مثله فيهدّد مملكته،إلى غير ذلك من الخرافات،فراجع الفصل الثالث من سفر التكوين فإنّك ترى العجب. و ذكر القرآن قصّة مجيء الملائكة إلى إبراهيم للبشرى و إلى لوط بإهلاك قومه،و لكنّه لم يذكرهم تارة ثلاثة،و تارة واحدا،و تارة
[1]سورة النجم 53:3 و 4.
|