مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات)    المؤلف: السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء: ۱    الصفحة: ۳۰   

الجهة السادسة ـ لزوم الوحدة بين الصورة ومُدْرِكها

من الأُمور الّتي تلاحظ على تعريف العلم بانعكاس الخارج في الذهن، أنّ العلم لا يتحقق بنفس الإنعكاس فقط، وإلاّ يلزم تسمية انعكاس الصور الخارجية في المرآة وعلى صفحة الماء، علماً، مع أنّه ليس بعلم قطعاً، وإنّما يتحقق العلم باتّحاد الصورة الحاصلة في النفس مع مدرِكها (بالكسر)، سواء أقلنا إنّ تلك الصورة أمر مادي، كما عليه الماديّون، أو إنَّها أمر مجرّدٌ عن الجسم والجسمانيات. ولولا تلك الوحدة، للزم أن لا يتحقق هناك علم، ولا يتّصف الإنسان بالعالمية، والخارج بالمعلومية.

وبعبارة أُخرى: لابُدّ في تحقق العلم من إتحاد بين المدرِك (بالكسر) والمعلوم بالذات، ويُعَدّ وجود الصورة العقلية ـ عند ذاك ـ من مراتب وجود النفس المُدْرِكة. فمآل اتّحاد العاقل والمعقول إلى اتّحاد وجود الصورة الذهنية مع النفس في مرتبة من مراتب وجودها.

وإيضاحاً للمقصود نقول: إنّا إذا أردنا أن نتعقل مفهوم شيء من الأشياء، كالشجرة، فلا بدّ من وجود أشياء :

1. النفس المدرِكة (بالكسر) العاقلة.

2. ماهية النفس المدرِكة (بالكسر).

3. المعقول بالذات، أعني وجود الشجر المعقول بالقوة العاقلة.

4. ماهية المعقول بالذات.

5. المعقول بالعرض، أعني وجود الشجر الخارجي.

6. ماهية ذلك المعقول بالعرض .

والمراد من اتّحاد العاقل والمعقول، بكلمة موجَزَة، هو اتّحاد الثالث مع الأوّل، بمعنى أنّ الإنسان المدرك يتكامل بتلك الصُّوَر العلمية، وتُعَدُّ من مراتب وجوده، كما أنّ الأعراض كذلك بالنسبة إلى الجواهر الخارجية، ولا يراد من اتّحادهما، اتّحاد ماهية العقل ـ أي النفس الإنسانية ـ مع ماهية المعقول بالذات، إذ من المعلوم أنّا اذاتعقلنا شجرة، لا تصير ماهية الإنسان المدرِك عينَ ماهية الشجرة، وإذا تعقلنا حجراً، لا تصير ماهيتنا عين ماهية الحجر. وإنّما المراد ـ كما


«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب