مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات)    المؤلف: السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء: ۱    الصفحة: ۴۹   

والكلي هو ما لا يمتنع العقل من فرض صدقه على كثيرين. كالعلم بالإنسان المعقول، حيث يجوّز العقل صدقه على كثيرين في الخارج .

والجزئي هو ما يمتنع العقل من تجويز صدقه على كثيرين، كالعلم بهذا الإنسان، الحاصل بنوع من الاتصال بمادته الحاضرة، ويسمى علماً حسياً وإحساسياً. وكالعلم بالإنسان من غير حضور مادته، ويسمّى علماً خيالياً. وعَدُّ هذين المثالين من العلم الجزئي إنّما هو من جهة اتصال أدوات الحسّ بمادة المعلوم الخارجي في العلم الحسِّي، وتوقّف العلم الخيالي على سبق العلم الحسِّي، وإلاّ فالصورة العلمية، سواء أكانت حسّية أم خيالية أم غيرهما، لا تأبى ـ بالنظر إلى ذاتها ـ من الصدق على كثيرين .

***

6. انقسام العلم إلى تفصيلي وإجمالي

إذا وقف الإنسان على أشياء مختلفة، بصورة متمائزة، منفصل بعضها عن بعض، كعلمه بأنّ هذه شجرة، وهذا جبل، وهذه سحابة، فالعلم تفصيلي.

وأمّا إذا وقف على أشياء مختلفة، بصورة واحدة بسيطة، لا انفصال فيها ولا تمايز، ولكن إذا سئل عنها أجاب عنها بإحكام وإتقان، فيسمى علماً إجمالياً. وهذا كملكات العلوم، فإنّها حالات بسيطة، لكنها خلاّقة للتفاصيل. فالإديب له ملكة بسيطة للإجابة عن المسائل الأدبية، فإذا سئل عن تلك المسائل، مترتباً متعاقباً، أَحْضَر الإجوبة بصورة مفصّلة. فهذه الصور التفصيلية علم تفصيلي، والحالة البسيطة الحاصلة قبل إلقاء الأسئلة والإجابة عنها، علم إجمالي.

***

7. انقسام العلم إلى علمي وعملي

إنّ العلوم الّتي ينالها الإنسان تنقسم إلى قسمين:

1. أفكار علمية بحتة، تعطي النفس كمالاً، من دون أن تؤدّي إلى العمل بها. وهذا كعلمنا بالواجب وصفاته وأفعاله، وكعلمنا بما في الكون من أجرام


«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب