مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات)    المؤلف: السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء: ۱    الصفحة: ۵۰   

ومجرَات، وما يسودها من سنن ونُظُم، فكلها معارف علمية صرفة، ليس من شأنها أن يعمل بها.

2. أفكار ينالها الذهن، ليعمل بها الإنسان بمحض إرادته. وهذا كعلمنا بأنّ العدل بين الرعية واجب، أو حفظ النظام لازم، أو الإنفاق على الزوجة لازم، أو الإحسان إلى اليتامى والمُعْدَمين لازم، وغير ذلك من مباحث الحكمة العملية في مجالات الأخلاق أولاً، وتدبير المنزل ثانياً، وسياسة المدن ثالثاً.

وعلى كل تقدير، فالمعرفة، علمية كانت أم عملية، معرفة ذهنية، لا أكثر، غاية الأمر أنّ الثانية من شأنها أن يُعمل بها وتؤدَّى في الخارج، دون الأولى .

والمُدْرِك للمعارف الأولى هو العقل النظري، كما أنّ المدرِك للثانية هو العقل العملي. وهذا لايروم إلى أنّ للإنسان عقلين مختلفين، ومُدْرِكين متبائنين، بل ليس هناك سوى عقل واحد، يدرك قضايا مختلفة، من شأن بعضها أن يطبّق في الحياة، وهي العملية، دون بعضها الآخر الّتي هي النظرية.

***

8 . انقسام العلم إلى حقيقي واعتباري

إنّ المفاهيم الواقعة في إطار التعقُّل والتصوُّر، تنقسم ـ حسب محكيِّها ـ إلى أقسام :

1. ما يكون وجوده في نفسه، ولنفسه، وبنفسه. ويراد منه ما يكون له مفهوم مستقل، غير ناعت للغير، ولا قائم به، وهو واجب الوجود .

2. ما يكون وجوده في نفسه، ولنفسه، ولكن بغيره. وهو الجواهر، كالإنسان، فإنّ لها مفهوماً مستقلاً (في نفسه)، غير ناعت لشيء (لنفسه) ولكن بحكم أنّها موجودات إمكانية، تكون قائمة بالغير (بغيره وهو علته).

3. ما يكون وجوده في نفسه، ولكن لغيره، وبغيره. وهو الأعراض، كالبياض والسواد، فإنّ لها مفاهيم مستقلة (في نفسه)، ولكنها حسب الوجود


«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب