بینما یؤمن نهج أهل البیت علیهم السلام ویعطی الضمانة بحقن الدماء رغم ذلک، والتعایش الالفویّ المدنیّ، ولو کان الاختلاف فی البنى القطعیّة فی رؤى الأنظار وبزعم البرهان والضرورة. وهذا ما لا نجده مضموناً ومتوفّراً فی أیمذهب أو نحلة اخرى؛ ذلک لأنّ الدم الإنسانیّ ولو مع اعتناقه الأباطیل، محقون عن القتل والسفک إلّامع عدوانه وإقدامه على المواجهة المسلّحة. وأمّا الجهاد الابتدائی، فإنّه لأسلمة النظام السیاسیّ لا الإجبار على أسلمة العقائد. أیلأسلمة النظام العادل لإنقاذ المستضعفین والمضطهدین، وأکبر شاهد على هذه القاعدة فی ضرورة مدرسة أهل البیت علیهم السلام أنّ الأسیر لا یقتل بعد وضع الحرب أوزارها وتوقّف الاقتتال، ولو کان وثنیّاً. وهذا الحکم هو تفسیر آیات الأسیر عندهم، وهو ممّا یدلّ على أنّ الدم الإنسانیّ ممنوع عن سفکه إلّامع عدوانه المسلّح. وهذا ما لا نجده فی المذاهب الإسلامیّة الاخرى. بینما نجده فی سیرة علیّ علیه السلام مع مناوئیه أیضاً. وهذه مفارقة عظیمة فی المسار بین مدرسة أهل البیت علیهم السلام والمدارس الاخرى، وهو ممّا یؤهّلها لحمل ریادة العولمة المتّحدة الإنسانیّة.

الثانی: العدالة والعدل

، فإنّ من الاسس الضروریّة التی تبتنی علیها الوحدة؛ العدل کما قالت الزهراء علیها السلام فی خطبتها: «بالعدل