و فی حدیث أبی ذر رضى اللّٰه عنه[1] «حضور مجلس عالم أفضل من صلاة ألف رکعة،و عیادة ألف مریض،و شهود ألف جنازة»فقیل یا رسول اللّٰه:و من قراءة القرءان؟فقال صلى اللّٰه علیه و سلم:«و هل ینفع القرءان إلاّ بالعلم؟»

و قال علیه الصلاة و السلام[2] :«من جاءه الموت و هو یطلب العلم لیحیی به الإسلام فبینه و بین الأنبیاء فی الجنّة درجة واحدة»

(و أما الآثار )

فقال ابن عباس رضى اللّٰه عنهما:ذلک طالبا فعززت مطلوبا .و کذلک قال ابن أبی ملیکة رحمه اللّٰه:ما رأیت مثل ابن عباس:إذا رأیته رأیت أحسن الناس وجها ،و إذا تکلم فأعرب الناس لسانا،و إذا أفتى فأکثر الناس علما.و قال ابن المبارک رحمه اللّٰه:عجبت لمن لم یطلب العلم کیف تدعوه نفسه إلى مکرمة! و قال بعض الحکماء:إنى لا أرحم رجالا کرحمتی لأحد رجلین:رجل یطلب العلم و لا یفهم،و رجل یفهم العلم و لا یطلبه.و قال أبو الدرداء رضى اللّٰه عنه:

لأن أتعلم مسألة أحب إلىّ من قیام لیلة .و قال أیضا:العالم و المتعلم شریکان فی الخیر،و سائر الناس همج لا خیر فیهم.و قال أیضا:کن عالما أو متعلما أو مستمعا،و لا تکن الرابع فتهلک و قال عطاء:مجلس علم یکفر سبعین مجلسا من مجالس اللهو .و قال عمر رضى اللّٰه عنه:موت ألف عابد قائم اللیل صائم النهار أهون من موت عالم بصیر بحلال اللّٰه و حرامه.و قال الشافعی رضى اللّٰه عنه :طلب العلم أفضل من النافلة.و قال ابن عبد الحکم رحمه اللّٰه:کنت عند مالک أقرأ علیه العلم فدخل الظهر،فجمعت الکتب لأصلى ،فقال،یا هذا ما الذی قمت إلیه بأفضل مما کنت فیه إذا صحت النیة.و قال أبو الدرداء رضى اللّٰه عنه:من رأى أن الغدوّ إلى طلب العلم لیس بجهاد فقد نقص فی رأیه و عقله

فضیلة التعلیم

(أما الآیات )

فقوله عز و جل ، (وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ) .و المراد هو التعلیم و الإرشاد،و قوله تعالى : (وَ إِذْ أَخَذَ اللّٰهُ مِیثٰاقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتٰابَ لَتُبَیِّنُنَّهُ لِلنّٰاسِ وَ لاٰ تَکْتُمُونَهُ)