|
اسم الکتاب: عيون الحكمة
المؤلف: ابن سينا
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۷
و أما الحكمة النظرية فأقسامها ثلاثة: حكمة تتعلق بما فى الحركة و التغيّر، و تسمى حكمة طبيعية؛ و حكمة تتعلق بما من شأنه أن يجرّده الذهن عن التغيّر و إن كان وجوده مخالطا للتغير و يسمى حكمة رياضيّة؛ و حكمة تتعلق بما وجوده مستغن عن مخالطة التغيّر فلا يخالطه أصلا، و إن خالطه فبالعرض، لا أنّ ذاته مفتقرة فى تحقيق الوجود إليه [1]، و هى الفلسفة الأوّلية؛ و الفلسفة الإلهية جزء منها و هى معرفة الربوبية. و مبادئ هذه الأقسام التي للفلسفة النظرية مستفادة من أرباب الملّة الإلهية على سبيل التنبيه، و متصرّف على تحصيلها بالكمال بالقوّة العقلية على سبيل الحجّة. و من أوتى استكمال نفسه بهاتين الحكمتين و العمل على ذلك باحداهما فقد أوتى خيرا كثيرا. (الفصل الثاني: فى المصادرات التي يجب تقديمها على العلم الطبيعى) كل واحد من العلوم الجزئية- و هى المتعلقة ببعض الأمور و الموجودات- يقتصر المتعلّم فيه أن يسلّم أصولا و مبادئ تتبرهن فى غير علمه و تكون فى علمه مستعملة على سبيل الأصول الموضوعة. و الطبيعى علم جزئى، فله أصول موضوعة فنعدّها [2] عدّا و نبرهن عليها فى الحكمة الأولى فنقول: إن كل جسم طبيعى فهو متقوّم الذات من جزءين: أحدهما يقوم فيه مقام الخشب من السرير و يقال له هيولى و مادّة، و الآخر يقوم مقام صورة السرير من السرير و يسمى صورة.
[1] ب: اليها. [2] فى صلب ب: علم جزئى و أما أصول موضوعة فبعضها عداد نبرهن (!) و هو تحريف. و فى هامشها تصحيح هو: فبعدها (بدلا من: فبعضها). |
|