|
اسم الکتاب: عيون الحكمة
المؤلف: ابن سينا
الجزء: ۱
الصفحة: ۳۹
بين بعضها و بعض، و كذلك تجمع بينها و بين المعانى التي فى الذكر و تفرّق. و هذه القوة إذا استعملها العقل سميت مفكّرة؛ و إذا استعملها الوهم سميت متخيّلة، و عضوها الدودة التي فى وسط الدماغ. فهذه القوى التي فى باطن الحيوانات- أعنى الحسّ المشترك و الخيال و الوهم و المتخيّلة و الحافظة. و الحسّ المشترك غير الخيال بالمعنى، لأن الحافظ غير القابل، و الحفظ فى كل شىء بقوة غير قوة القبول. و لو كان الحفظ بقوة القبول لكان الماء يحفظ الأشكال كما يقبلها، بل للماء قوة قابلة و ليس له قوة حافظة.- و القوة المتخيّلة خاصتها دوام الحركة ما لم تغلب؛ و حركتها محاكيات الأشياء بأشباهها و أضدادها: فتارة تحاكى المزاج كمن تغلب عليه السوداء فتخيّل له صورا سوداء، و محاكاة أذكار سبقت أو محاكاة أفكار رجّيت [1]. (الفصل الخامس عشر: فى القوى المحركة الحيوانية) و أما القوة المحركة فهى مبدأ انتقال الأعضاء بتوسّط العصب و العضل بالإرادة، و لها [2] أعوان أولى و ثانية. فالعون الأول هو المدركة: إما المتخيّلة، و إما العاقلة؛ و العونان الأخيران قوتا النزاع إلى المدرك: إمّا نزاعا نحو دفع، أو نزاعا [14 ب] نحو جذب. فالنزاع نحو الجذب هو للمتخيّل أو المظنون نافعا و ملائما. و هذه القوّة تسمى شهوانية؛ و النزاع نحو الدفع للمتخيّل ضارّا أو غير ملائم على سبيل الغلبة و يسمّى غضبا؛ و هما مبدأ استعمال القوة المحركة فى الحيوان الغير الناطق و فى الحيوان الناطق لا من حيث هو ناطق. فإحدى القوتين: الأولى لدفع الضارّ، و الثانية لجذب الضرورى و النافع.
[1] كذا فى ر؛ و فى ص: و؟؟؟؛ و فى ب:؟؟؟ (بغير نقط)؛ و ليس فى شرح الرازى ما يدل على تحقيقها. [2] ص: و له. |
|