|
اسم الکتاب: تعريب سيد المرسلين - جلد ۱
المؤلف: جعفر الهادي
الجزء: ۱
الصفحة: ۴۳
تعرضت لذكر عادات العرب و أخلاقهم، و أفعالهم و تقاليدهم، بصورة مفصلة، و ها نحن نشير هنا إلى تلكم العادات و الاخلاق الفاسدة على ضوء تلك الآيات على نحو الاختصار تاركين التوسع في ذلك إلى مجال آخر. لقد اتصف المجتمع العربي الجاهلي قبل الإسلام و شاعت فيه أخلاق و عادات من أبرزها ما يلي: 1- الشرك في العبادة: صحيح أن العرب في الجاهلية كانت- كما يكشف القرآن ذلك لنا- موحّدة في جملة من الامور و المجالات كالخالقية و التدبير و الذات [1] إلّا أنهم كانوا- في الأكثر- مشركين في العبادة، بل قد ذهبوا في هذا السبيل الباطل إلى أحطّ المستويات في اتّخاذ المعبودات و الوثنية. و إلى ذلك يشير قوله تعالى: «وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَ خَلَقَهُمْ وَ خَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَ بَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يَصِفُونَ» [2]. و قوله تعالى: «أَ فَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى وَ مَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى» [3]. و غير ذلك من الآيات التي تشير إلى ما كان يعبده الجاهليّون من أوثان و أصنام و مبلغ ما وصلوا إليه من انحطاط، و اسفاف و انحراف في هذا المجال. 2- إنكار المعاد: كان المشركون و الجاهليون يرفضون الاعتراف بالمعاد الذي يعني عودة الإنسان إلى الحياة. في عالم آخر للحساب و الجزاء، و يصفون من يخبر عن ذلك
[1] نعم يستفاد من آية واحدة أنّه كان هناك اتجاه نادر بين العرب في الجاهلية ينسب الظواهر الطبيعية إلى الطبيعة و الدهر يقول اللّه تعالى: «وَ قالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ» (الجاثية 24). [2] الأنعام: 100. [3] النجم: 19 و 20. |
|