مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: تعريب سيد المرسلين - جلد ۱    المؤلف: جعفر الهادي    الجزء: ۱    الصفحة: ۴۹   

عنه القرآن الكريم بالنسي‌ء ثمّ نهى عنه و عدّه كفرا اذ قال: «إِنَّمَا النَّسِي‌ءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَ يُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ» [1].

و قد ذكرت كتب التاريخ و السير كيفية النسي‌ء و تأخير الأشهر الحرم، الذي كان يتم بصور مختلفة منها: أن جماعة ما لو كانت ترغب في استمرار الغارة و القتال و لم تطق تأخير النضال مدة الاشهر الحرم كانت تطلب من سدنة الكعبة، لقاء ما تقدمه لهم من هدايا و اموال، تجويز الغارة و القتال في شهر محرم، و تحرم القتال في شهر صفر بدله ليتم عدد الأشهر الحرم (و هي اربعة). و هذا هو معنى قوله تعالى: «لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ» و كانوا إذا أحلّوا القتال و الغارة في المحرم من سنة حرّموه في المحرم من السنة التالية، و هذا هو معنى قوله تعالى:

«يُحِلُّونَهُ عاماً، وَ يُحَرِّمُونَهُ عاماً».

10- الربا:

و ممّا يشير إليه القرآن الكريم من المفاسد الشائعة، و الأعمال المنكرة في المجتمع العربي الجاهلي قبل الإسلام: «الربا» الذي كان يشكل العمود الفقري في اقتصاد ذلك المجتمع.

و قد حارب القرآن الكريم هذه العادة المقيتة، و هذا الفساد الاقتصادي حربا شعواء، إذ قال تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَ لا تُظْلَمُونَ» [2].

و العجيب أنهم كانوا يبرّرون هذا العمل اللاإنساني بقولهم‌ «إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا» [3] فاذا كان البيع حلالا و هو اخذ و عطاء فليكن الرّبا كذلك حلالا، فإنه أخذ و عطاء أيضا، مع أن «الرّبا» من ابشع صور الاستغلال، و قد ردّ


[1] التوبة: 37.

[2] البقرة: 278 و 279.

[3] البقرة: 5/ 21.


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب